mardi 14 juillet 2015

بعد عام ونصف على إعلان “الخلافة”.. الدول العربية بين سيطرة داعش وصد هجماته



بعد عام ونصف على إعلان “الخلافة”.. الدول العربية بين سيطرة داعش وصد هجماته





متابعة – التقرير
بعد عام ونصف العام على إعلان “دولة الخلافة الإسلامية في الشام والعراق”، وتنصيب “أبو بكر البغدادي” خليفة لها، تمدد التنظيم بشكل واضح وبارز في نصف دول جامعة الدول العربية -11 دولة-فيما لم يُسجل للتنظيم تواجد في النصف الآخر من دول الجامعة، وبالنظر إلى خريطة الدول العربية سنجد التنظيم يبسط سيطرته على مناطق واسعة في سوريا والعراق وليبيا، وهناك دول ظهر فيها التنظيم من خلال عمليات عسكرية قوية نفذها بها؛ مثل السعودية ومصر واليمن، وهناك دول أعلن فيها عن نفسه، وأخرى لم يظهر فيها مطلقًا.
احتلال مساحات شاسعة
من الدول التي يسيطر فيها التنظيم على مساحات شاسعة؛ سوريا حيث يبسط “داعش” سيطرته على محافظتي الرقة شمالي سوريا، ودير الزور شرقها بشكل شبه كامل، إضافة إلى سيطرته على مناطق بمحافظة الحسكة(شرق)، ويسعى للسيطرة على مدينة الحسكة مركز المحافظة، وكذلك تمتد سيطرة التنظيم إلى مناطق في الريف الشرقي والشمالي لمحافظة حلب(شمال).
ويمتلك التنظيم أيضًا مناطق سيطرة في محافظة حمص وسط البلاد أبرزها مدينة تدمر التاريخية التي سيطر عليها منذ شهرين، وأيضًا مناطق أخرى في ريف حمص وحماة المجاورة، لتصل تلك المناطق إلى جنوب البلاد في محيط دمشق، التي سيطر مؤخرًا على مناطق لا تبعد عن قلب العاصمة سوى بضعة كيلو مترات؛ مثل مخيم اليرموك والحجر الأسود. وللتنظيم وجود وسيطرة محدودة في منطقة القلمون بريف دمشق(جنوب) على الحدود السورية مع لبنان.
العراق.. المعقل الرئيس
وفي العراق، يسيطر “داعش” على مدينة الموصل ثاني مدن العراق من حيث عدد السكان وتعتبر المعقل الرئيس له في البلاد، وعلى مناطق وأقضية أخرى في محافظة نينوي(مركزها الموصل) التي تمتلك حدودًا مع سوريا، كما يسيطر على حوالي 90% من مساحة محافظة الأنبار(غرب) ذات الغالبية السنية، والتي تشكل وحدها نحو ثلث مساحة العراق، وتجمعها حدود مع كل من سوريا والأردن والمملكة العربية السعودية.
كما يسيطر “داعش” وفقًا لخارطة انتشاره في العراق على المنطقة الرابطة من جنوب محافظة كركوك(شمال) التي تضم أقضية الحويجة والرياض؛ وهي مناطق ذات غالبية سنية، وصولاً إلى جسر “الفتحة” الرابط مع صلاح الدين(شمال)، ومنه إلى شمال المحافظة المذكورة حيث قضاء الشرقاط المحاذي للحدود الإدارية لمحافظة نينوى، وما بين تلك المناطق يسيطر التنظيم على مدن وأقضية، فيما يخوض معارك مع القوات الحكومية والميليشات للسيطرة على أخرى.
ليبيا.. سرت ودرنه
وفي ليبيا، يسيطر تنظيم “داعش” على مدينة سرت بالكامل(شمال) على ساحل البحر الأبيض المتوسط، والتي تعتبر معقل قبيلة “القذاذفة” التي ينحدر منها الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، وتعد جبهة التنظيم القتالية الأولى ضد قوات “فجر ليبيا” وهي القوة المحسوبة على الثوار والموالية للمؤتمر الوطني العام المنعقد في طرابلس.
كما يتواجد التنظيم بضواحي مدينة درنة(شرق)، إلا أن تواجده ليس منظمًا، ولا يسيطر على مواقع معينة داخلها، حيث تم خلال الفترة الماضية طرد التنظيم من المدينة، بعد معارك مع مجلس “شورى مجاهدي درنة”؛ وهو ائتلاف مكون من كتائب إسلامية مسلحة.
وللتنظيم روافد في ليبيا، وهم عدد من المقاتلين من أتباع نظام القذافي، وعدد من الليبين المنتسبين للفكر “الجهادي” الذين كانوا من أتباع تنظيم “أنصار الشريعة” قبل مبايعتهم “داعش”، وكذلك عدد ممن يوصفون بـ”الجهاديين” الذين كانو في شمال مالي وهربوا إلى ليبيا إثر التدخل العسكري الفرنسي في مالي، إضافة إلى عدد من “الجهاديين” من جنسيات مختلفة أبرزهم قدم من تونس.
ومن أبرز عمليات التنظيم تنظيم جبهات قتال حول مدينة سرت ضد قوات “فجر ليبيا”، إضافة إلى شن عدد من الهجمات بالسيارات المفخخة على طرابلس ومدينة مصراتة شرقها(شمال البلاد على البحر المتوسط).
“داعش” التواجد دون مناطق سيطرة
أما الفئة الثانية من الدول العربية التي يتواجد فيها تنظيم الدولة دون سيطرة فهي: مصر، السعودية، لبنان، الجزائر، فلسطين، تونس، المغرب.
مصر.. “أنصار بيت المقدس”
في مصر، يتواجد تنظيم “داعش” في مصر من خلال جماعة “أنصار بيت المقدس”، التي تأسست في أغسطس/آب 2011، قبل أن تعلن بيعتها لـ”داعش” العام الماضي، وتغير اسمها إلى “ولاية سيناء”، ولا توجد مناطق سيطرة محددة للتنظيم في مصر، إلا أن شبه جزيرة سيناء(شمال شرق) تعد مركز نشاط له في البلاد.
وعلى الرغم من شن “أنصار بيت المقدس” منذ نشأتها هجمات ضد إسرائيل، وتبني تفجير العديد من الخطوط التي تحمل الغاز بين مصر وإسرائيل في عام 2011، بالإضافة إلى هجمات على قوات إسرائيلية سبتمبر/ أيلول عام 2012، فإنه خلال السنتين الماضيتين شنّت الجماعة هجمات استهدفت قوات الجيش المصري، خاصة بعد بيعتها لـ”داعش” الذي يتهم الجيش بـ”الردة”.
وكان آخر وأكبر تلك الهجمات ما نفذه مسلحون على نقاط للتفتيش بسيناء شمال شرقي مصر، قبل أيام، وسقط فيه عشرات القتلى والجرحى، من عناصر الجيش والشرطة، وتبنت الهجوم “ولاية سيناء”.
لبنان.. في عكّار وطرابلس
وبالنسبة للبنان فلا وجود لتنظيم “داعش” بشكل منظّم، بحسب مصادر أمنية، وإنما توجد أعداد ضئيلة في شمال البلاد خاصة في عكّار وطرابلس، وتعلن ولاءها فكريًا للتنظيم ولكن لا تعلن ذلك صراحة، ويتواجد تنظيم “داعش” بشكل منظّم تحديدًا في جرود “قارة” و”جرجير” وجرود “جبة”(مناطق سورية قرب الحدود اللبنانية) التي تعتبر منطقة عسكرية للتنظيم ويقدّر عدد عناصر الأخير فيها بحوالي 700 عنصر.
وبالنسبة لعمليات “داعش” داخل الأراضي اللبنانية فهي تعتمد فقط على دخول بعض عناصره إلى منطقة عرسال الحدودية مع سوريا شرقي لبنان لتأمين الغذاء، وفي بعض الأحيان تحدث في هذه المنطقة عمليات اشتباك بينها وبين الجيش اللبناني عند رصد الأخير عمليات تسلل لعناصر التنظيم.
ولايزال تنظيم “داعش” يحتفظ بعدد من العسكريين اللبنانيين كان قد اختطفهم بعد اشتباكات مع الجيش اللبناني في محيط بلدة عرسال أغسطس/آب الماضي.
الجزائر.. جند الخلافة و”المرابطون”
وفي الجزائر، ليست هناك مناطق تحت سيطرة تنظيم “داعش”، إلا أن عددًا من التنظيمات الصغيرة مثل “جند الخلافة في أرض الجزائر” و”ولاية الجزائر” متواجدة فيها، وهي تضم عناصر منشقين أو كانوا تابعين لـ”تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” قبل إعلانهم الولاء ومبايعة “داعش”.
كما يتواجد تنظيم “المرابطون” الذي بايع عدد كبير من مقاتليه تنظيم “داعش” مؤخرًا، وينشط في شمال مالي وشمال النيجر وجنوب غربي ليبيا بصفة أساسية لكنه يقوم بعمليات تسلل عبر الحدود الجنوبية للجزائر، وقبل مبايعة “داعش” شارك عناصر من التنظيم في الهجوم الشهير على منشأة للغاز جنوب شرقي الجزائر، والذي قتل فيه 38 رهينة غربي وجميع المهاجمين بعد تدخل الجيش الجزائري لتحرير الرهائن.
فلسطين.. “سرية عمر حديد”
وفي فلسطين، لا توجد مناطق تسيطر عليها “داعش” أو التنظيمات الموالية لها في قطاع غزة، ويوجد فقط عدد من التنظيمات الصغيرة المؤيدة لـ”داعش” مثل “أنصار الدولة الإسلامية” و”سرية عمر حديد” في القطاع إلا أنه ليس لها أي نفوذ بارز بشكل ملحوظ.
دول استهدفها “داعش” بهجمات
الفئة الثالثة وهي تضم دولاً استهدفها التنظيم بهجمات دموية، ولكن لا توجد بها مناطق تحت سيطرته ومنها: تونس، اليمن، السعودية،الكويت.
جند الخلافة في تونس
في تونس، ليست هناك منطقة تحت سيطرة “داعش”، إلا أن عددًا من التنظيمات الصغيرة التي نشأت حديثاً مثل “جند الخلافة بتونس” و”طلائع جند الخلافة” أعلنت ولاءها وبيعتها للتنظيم، وتبنى تنظيم “طلائع جند الخلافة” في تسجيل منسوب له، تنفيذ عملية استهداف متحف “باردو” في تونس العاصمة يوم 18 مارس/ آذار 2015 والتي أدت إلى مقتل 21 سائحًا أجنبيًا وعنصر أمن ومنفذي العملية.
وكذلك نشرت حسابات على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، مؤيدة لتنظيم “داعش”، بيانًا زعمت فيه تبني الأخير هجوم “سوسة” المسلح الذي وقع يونيو/حزيران الماضي، وراح ضحيته 39 قتيلاً بينهم منفذ الهجوم. واستهدف هجوم، 26 يونيو، فندق “أمبيريال مرحبًا” في محافظة سوسة الساحلية، ما أسفر عن مقتل 39 شخصًا، بينهم تونسيون، وسياح من جنسيات بريطانية، وألمانية، وبلجيكية، إلى جانب منفذ الهجوم، فضلاً عن إصابة 39 آخرين، بحسب إحصائية رسمية.
الكويت.. مسجد “الإمام الصادق”
أما في الكويت، فقام “انتحاري”، في 26 يونيو/ حزيران الماضي بتفجير نفسه في مسجد “الإمام الصادق”(شيعي)، بمنطقة الصوابر في العاصمة الكويتية، أثناء صلاة الجمعة، وأسفر الهجوم عن سقوط 27 قتيلًا، وتبنى بيان صادر عن “داعش” العملية التي تعد الأولى من نوعها التي يتبناها التنظيم في البلاد.
ورغم إعلان السلطات أن انتحاري المسجد، سعودي الجنسية، ويدعى “فهد سليمان عبدالمحسن القباع”، فإن وزير الداخلية الكويتي، محمد خالد الحمد الصباح، أعلن ضبط عناصر “الخلية الإرهابية”، التي تقف وراء الاعتداء على مسجد “الإمام الصادق”، دون أن يكشف عن عددهم، وأكد استمرار مطاردة أجهزة الأمن لخلايا أخرى.
السعودية.. أكثر دولة تعرضت لهجمات
وتعتبر السعودية، أكثر دولة خليجية تعرضت لهجمات من “داعش” على الرغم من عدم وجود واضح للتنظيم فيها، وبدأت هجمات “داعش” بالمملكة بهجوم استهدف حسينية للشيعة في منطقة الدالوة بالإحساء(شرق) في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وأعلن التنظيم من خلال بيانات منسوبة له عن استهداف عددٍ من رجال الأمن والأجانب في الرياض، فيما أعلنت السلطات السعودية خلال الفترة الماضية عن ضبط واعتقال عدد من العناصر والخلايا التابعة لـ”داعش” في البلاد، وأبرز مناطق عمليات التنظيم في المملكة: المنطقة الشرقية(ذات الغالبية الشيعة)، الرياض، عرعر(الحدود الشمالية مع العراق).
اليمن.. وجماعة الحوثي
وفي اليمن، تبنّى تنظيم “داعش” هجومًا مزدوجًا استهدف مسجدين يرتادهما أنصار جماعة (الحوثي) في العاصمة صنعاء في مارس/آذار الماضي، وأسفر عن 120 قتيلاً ومئات الجرحى، وهو الهجوم الأول الذي يتنباه التنظيم في اليمن، وتوالى بعد هذا الهجوم تبني التنظيم لعمليات تفجير سيارات مفخخة تستهدف تجمعات للحوثيين خاصة في صنعاء، أوقعت قتلى وجرحى.
دول خالية من “داعش”
أما الدول الخالية من “داعش” فهي: الأردن، المغرب وموريتانيا والسودان والصومال وجزر القمر وجيبوتي، قطر، عمان، الإمارات العربية المتحدة، البحرين، فلا وجود فعلي يذكر لـ”داعش” فيها، على الرغم من إعلان السلطات في بعض تلك الدول ضبط خلايا تابعة للتنظيم أو موالية له، أو توقيف أشخاص أو مجموعات بتهم التخطيط للقيام بعمليات إرهابية لصالح “التنظيم” أو اعتزام السفر، أو تسهيل سفر مواطنين للانضمام إلى “داعش” في المناطق التي يسيطر عليها في كل من سوريا والعراق



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire