mercredi 15 juillet 2015

إتفاق مشبوه و معادي للمنطقة علاء کامل شبيب



إتفاق مشبوه و معادي للمنطقة
علاء کامل شبيب
لايمکن إعتبار الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين دول مجموعة 1+5 و إيران، بإتفاق إعتيادي و مقبول لإن هناك أکثر من سبب او دافع يدعو للتشکيك به وان ورائه أکثر من صفقة و مساومة على حساب الحقيقة و الواقع و المصالح و الاعتبارات المختلفة للشعب الايراني نفسه و لشعوب المنطقة أيضا و خصوصا تلك المکتوية بنار التدخلات الايرانية.
طوال الاعوام الماضية من المفاوضات مع طهران ومع کل تلك المراوغات و محاولات اللف و الدوران و القفز على الحقائق، فإن طهران لم تتمکن من خداع العالم و التمويه عليها و الزعم بسلمية البرنامج النووي، وقد کان الفضل الاکبر في کشف و فضح النوايا العدوانية المبيتة لطهران و مساعيها المختلفة التي تبذلها من أجل الحصول على الاسلحة النووية، للمقاومة الايرانية التي دأبت و بصورة مستمرة ومن خلال مصادرها في داخل إيران من متابعة هذا البرنامج و کشف مختلف الامور المتعلقة به وخصوصا المواقع السرية التي کانت طهران تسعى دائما لإخفائها عن العالم من أجل مواصلة برنامجها النووي بهدوء و بعيدا عن الانظار.
الاتفاق النووي الذي تم إبرامه يوم الثلاثاء الرابع عشر من تموز، هو إتفاق لم يتم إستقباله بأي ترحيب من جانب دول المنطقة، وهو مايدل بوضوح أن المنطقة لاترى فيه مايخدم مصالح المنطقة ولاسيما المتعلقة منها بالامن و الاستقرار ذلك أن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و أذرعه في المنطقة، سوف يقومون بتوظيف مسألة التوصل لهذا الاتفاق على إنه بمعنى إشعال الضوء الاخضر لطهران و أذرعها کي يصولوا و يجولوا في المنطقة و يعبثوا بها کما يشائوا، ولذلك فإن إلتزام دول المنطقة الصمت يعني إنها تنتظر ما هو أکثر من توضيح بشأن هذا الاتفاق و الذي سيجري بعده بشأن الموقف الدولي من التدخلات الايرانية السافرة في المنطقة و التي تجاوزت کل الحدود.
الملفت للنظر هنا، والذي يثير الشبهات أکثر بشأن هذا الاتفاق و يدعو للريبة منه، إنه قد جرى التوقيع عليه على الرغم من کل ذلك الصخب و الزعيق الذي أثاره المرشد الاعلى للنظام و الدائرة المقربة منه بشأن خطوط حمراء مزعومة تمنع زيارة المواقع العسکرية و کذلك عدم الموافقة على إبرام الاتفاق من دون أن تبادر الدول الکبرى لرفع العقوبات کلها دفعة واحدة، لکن تبين فيما بعد أن کل ماقد صدر عن المرشد و القادة و المسٶولين الايرانيين من تصريحات متشددة، محض هراء، والاهم من کل هذا إن هذا الاتفاق يستهدف فيما يستهدف الشعب الايراني نفسه لإنه يمنح مرة أخرى فرصة جديدة لبعث دبيب الحياة في الجسد المتداعي لنظام ولاية الفقيه، وستثبت الايام بأن هذا الاتفاق قد کان أکبر خطأ تأريخي إرتکبته الدول الکبرى بحق الشعب الايراني و شعوب المنطقة و العالم.
alaakamlshabib@yahoo.com



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire