حين سرقت احلام الطفولة
جلال خرمش خلف
الاطفال امل المستقبل وضمان استمرار الحياة على المعمورة , فهم من يرسمون البسمة والسرور على وجوه الكبار ويضيفون الى البيت رونقا لا يشعر به الا من يفتقد الاطفال , وللطفل الحق على اسرته في توفير سبل الراحة والامن له وايجاد مستلزمات الحياة الكريمة له , وتكاد هذه الحقوق شبه مستحيلة بالنسبة للعوائل في العراق فالمواطن العراقي كان ومايزال يئن ويصرخ تحت وضأة الظروف الاقتصادية الصعبة التي جعلت منه فقيرا يفتقد الى اساسيات الحياة او كادحا يسعى جاهدا الى توفير لقمة العيش لعائلته , لذلك فمن المستحيل لعائلة لا تجد ما تسد به رمق العيش ان توفر لاطفالها الضروريات ومستلزمات الحياة الكريمة , ففي الوقت الذي نجد فيه اطفال العالم ينعمون بكل مباهج الحياة وفي ظل رعاية اسرية جيدة واهتمام حكومي متواصل , نجد اطفالنا لا يملكون الملابس الكافية التي تقيهم من الظروف الجوية ناهيك عن اظهار ملامح الطفولة الجميلة عندهم , نرى اطفالنا يهجرون مقاعدهم الدراسية ويتوجهون الى اعمال لا تتناسب مع اعمارهم كي يكونوا عونا لاباءهم في تحمل اعباء الحياة والقسم منهم اضطره الظروف لكي يصبح معيلا لعائلته بعد ان فقدت العائلة معيلها الرئيسي جراء الاوضاع الامنية غير المستقرة في البلد .
ان للظروف الاجتماعية دورها وتاثيرها على بناء شخصية الطفل فمن خلال تلك الظروف يستمد الطفل معظم تجاربه وميوله والتي ستصبح طابعه المستقبلي حين يكبر , ومن المؤسف ان الظروف التي يمر بها العراق لا تساعد على تنمية الاطفال و توجيههم الى الطريق الصحيح وخاصة بعد الاحداث الاخيرة ودخول المجاميع الارهابية ومنها تنظيم الدولة الاسلامية ( داعش ) الى داخل المدن واستحواذها على مساحات شاسعة من العراق ومنها محافظات نينوى والانبار وصلاح الدين , وما ارتكبته هذه المجاميع الارهابية من مجازر واعمال القتل والتهجير القسري وهدم البيوت وغيرها من السلوكيات الاجرامية , وهذه الاعمال ادت بشكل او باخر الى اضعاف الجانب الروحي للاطفال و افقدتهم براءة الطفولة وساهمت في تحفيز الجانب العدائي وتنمية الاحقاد عندهم , فالمجاميع الارهابية ساعدت على خلق جيل من الاطفال لا يمدون الى الطفولة او الانسانية بصلة من خلال نشرها لثقافة القتل والترويع والتي اصبح الطفل يكسبها يوما بعد اخر الى درجة اصبحنا نرى اطفال يلعبون بالرؤوس البشرية المقطوعة وكأنهم يلعبون بدمة اشتراها لهم ذويهم و يستمتعون بمشاهدة اعمال القتل والاعدامات وكذلك رجم النساء والرجال الذين ينفذ بهم هكذا اعمال في الساحات العامة والتي اصبحت ثقافة عامة للمجاميع الارهابية , وقد تكون هذه النتيجة التي وصل اليها الاطفال هي احدى غايات واهداف تنظيم الدولة الاسلامية ( داعش ) من خلال تربية الاطفال تربية عدائية وخلق نوازع الشر فيهم كي يكونوا في المستقبل اناس متطرفين وعنصريين لا يقبلون الطرف الاخر وتنعدم فيهم روح التسامح والتعايش , هذا من جانب ومن جانب اخر نرى اطفالا قد ساد عليهم الخوف والرعب وحتمت عليهم الظروف ان يتجردوا من طفولتهم ويتحولوا الى اشباه اطفال يعيشون في ظروف صعبة لا يتحملها البشر , وقد زالت من وجوههم ملامح البراءة والجمال , وفي كلتا الحالتين نرى ان النتيجة واحدة وهي تحطيم الطفولة وهدم الانسانية .
وقد لا تطهر نتائج هذه الاعمال والسلوكيات الخاطئة التي اوجدوها في المدى القريب ولكن سيعاني منها المجتمع بعد ان يصبح اطفال اليوم رجالا في المستقبل وينخرطون في المجتمع وحينها ستظهر العواقب الوخيمة , فما ذنب اطفال العراق اذا ما فرضت عليهم الظروف ان لايشعروا بطفولتهم ولا ينعموا بما ينعم به اطفال العالم , ما ذنبهم اذا ما كانت الرياح قد اتت عكس ما يشتهونه ؟ فهم لا يقلون عقلا وتفكيرا عن غيرهم ولو اتاحت لهم فرص الحياة والعلم وظروف جيدة كما هو الحال بالنسبة لغيرهم لكانوا احسن منهم واكثر تفوقا من اقرانهم ولكن يبقى للقدر دوره في ما يجري من مأسي و كوارث على العراق والضحية الكبرى هم الاطفال .
ان للظروف الاجتماعية دورها وتاثيرها على بناء شخصية الطفل فمن خلال تلك الظروف يستمد الطفل معظم تجاربه وميوله والتي ستصبح طابعه المستقبلي حين يكبر , ومن المؤسف ان الظروف التي يمر بها العراق لا تساعد على تنمية الاطفال و توجيههم الى الطريق الصحيح وخاصة بعد الاحداث الاخيرة ودخول المجاميع الارهابية ومنها تنظيم الدولة الاسلامية ( داعش ) الى داخل المدن واستحواذها على مساحات شاسعة من العراق ومنها محافظات نينوى والانبار وصلاح الدين , وما ارتكبته هذه المجاميع الارهابية من مجازر واعمال القتل والتهجير القسري وهدم البيوت وغيرها من السلوكيات الاجرامية , وهذه الاعمال ادت بشكل او باخر الى اضعاف الجانب الروحي للاطفال و افقدتهم براءة الطفولة وساهمت في تحفيز الجانب العدائي وتنمية الاحقاد عندهم , فالمجاميع الارهابية ساعدت على خلق جيل من الاطفال لا يمدون الى الطفولة او الانسانية بصلة من خلال نشرها لثقافة القتل والترويع والتي اصبح الطفل يكسبها يوما بعد اخر الى درجة اصبحنا نرى اطفال يلعبون بالرؤوس البشرية المقطوعة وكأنهم يلعبون بدمة اشتراها لهم ذويهم و يستمتعون بمشاهدة اعمال القتل والاعدامات وكذلك رجم النساء والرجال الذين ينفذ بهم هكذا اعمال في الساحات العامة والتي اصبحت ثقافة عامة للمجاميع الارهابية , وقد تكون هذه النتيجة التي وصل اليها الاطفال هي احدى غايات واهداف تنظيم الدولة الاسلامية ( داعش ) من خلال تربية الاطفال تربية عدائية وخلق نوازع الشر فيهم كي يكونوا في المستقبل اناس متطرفين وعنصريين لا يقبلون الطرف الاخر وتنعدم فيهم روح التسامح والتعايش , هذا من جانب ومن جانب اخر نرى اطفالا قد ساد عليهم الخوف والرعب وحتمت عليهم الظروف ان يتجردوا من طفولتهم ويتحولوا الى اشباه اطفال يعيشون في ظروف صعبة لا يتحملها البشر , وقد زالت من وجوههم ملامح البراءة والجمال , وفي كلتا الحالتين نرى ان النتيجة واحدة وهي تحطيم الطفولة وهدم الانسانية .
وقد لا تطهر نتائج هذه الاعمال والسلوكيات الخاطئة التي اوجدوها في المدى القريب ولكن سيعاني منها المجتمع بعد ان يصبح اطفال اليوم رجالا في المستقبل وينخرطون في المجتمع وحينها ستظهر العواقب الوخيمة , فما ذنب اطفال العراق اذا ما فرضت عليهم الظروف ان لايشعروا بطفولتهم ولا ينعموا بما ينعم به اطفال العالم , ما ذنبهم اذا ما كانت الرياح قد اتت عكس ما يشتهونه ؟ فهم لا يقلون عقلا وتفكيرا عن غيرهم ولو اتاحت لهم فرص الحياة والعلم وظروف جيدة كما هو الحال بالنسبة لغيرهم لكانوا احسن منهم واكثر تفوقا من اقرانهم ولكن يبقى للقدر دوره في ما يجري من مأسي و كوارث على العراق والضحية الكبرى هم الاطفال .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire